بروكسل | رئيس الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا يذّكر بضرورة احترام المؤسسات والقوانين الخاصة بالدول الأوروبية
في حديث له مع يورونيوز طالب صلاح الشلاوي، رئيس الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا و عميد المسجد الكبير في بروكسل بعدم الخلط بين الإسلام والإرهاب.
وقال "رسالتي التي أبغي توجيهها لصانعي القرار السياسيين هي عدم المزج ما بين الإسلام والإرهاب" مضيفا "صحيح أن من يقومون بأعمال إرهابية، يقومون بذلك باسم ديانتنا. وهذا أمر قد قمنا بإدانته بأشد العبارات لكن ينبغي عدم النظر إلى ما ينسب للإسلام من أعمال إرهابية من خلال هذه الزاوية".
ومضى صلاح الشلاوي قائلا: "كانت توجد مبادرات وطنية وبخاصة هنا في بلجيكا، في أعقاب توجيهات اللجنة البرلمانية المكلفة التحقيق بهجمات بروكسل، التي وقعت في شهر مارس 2016، والتي وجهّت بتأسيس معهد للأئمة وهذا أمر قمنا بالقيام به فعلا بالإضافة إلى إنشاء أكاديمية البحث في الدراسات الإسلامية حيث يوجد مقرها في مسجد بروكسل الكبير".
مضيفا "فكرة إنشاء معهد أوروبي لتكوين الأئمة، أمر جيد، إن كانت تدخل في سياق إتمام المبادرات الوطنية، و نحن منفتحون، على المناقشات جميعها والمساهمات وشتى أنواع الشراكات، مع التأكيد على أن فكرة إنشاء معهد أوروبي لتكوين الأئمة ستسهم حقيقة في الحرب ضد التطرف لكن بالنسبة لمحاربة الإرهاب ينبغي أن تكون ثمة مقاربة شاملة، تعتمد على الجانب الأمني والعسكري و كل ما يرتبط بالجانبين الاقتصادي والاجتماعي فضلا عن الشق الديني" مؤكدا من جانبه "ونحن من جانبنا مستعدون للتعاون في هذا المضماروالعمل مع كل الاشخاص ضمن هذا المضمار".
مؤكدا "باعتبارنا مسلمين نذّكر أيضا بضرورة احترام المؤسسات والقوانين الخاصة بالدول الأوروبية، ونتحدث هنا عن الفصل ما بين الكنيسة والدولة، وعدم تدخل السياسي في ما يرتبط بشؤون ممارسة الدين".
موضحا في هذا السياق "يجب أن تقدم أيادي المساندة للمؤسسات الدينية، من أجل أن تترجم تلك المبادرات على أرض الواقع".
مضيفا "قمنا هنا في بلجيكا بالتعاون مع المؤسسات الاكاديمية والهيئات الجامعية في هذا المضمار، فالجالية المسلمة لديها إمكانات ببشرية معتبرة وهي تضم أكادييين وشخصيات لها رؤية بشأن إسلام يتأقلم مع السياق الأوروبي من خلال الأخذ بعين الاعتبار في الوقت نفسه المنطلقات التأسيسة للموروث الأوروبي" على حد قوله.
واعتبر رئيس الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا أنه "إذا اختصرنا محاربة التطرف فقط من خلال الاعتماد على تدريب الأئمة فأعتقد أننا سنخسر المعركة ضد التطرف"، لأن "جميع المختصين يقولون إن التطرف له جذور كثيرة وأسباب مختلفة ولكي نكافح كل هذا يجب أن نعمل في كل هذه المجالات ونحن جاهزون للعمل من منطلقنا المستوى الديني لأنه يندرج ضمن نطاق مسؤوليتنا ولكن هذا ليس كافيا".